تبين بما لا يدع مجالا للشك أن المنحى الجديد للنجاح الاجتماعي قد أضحى في صالح الفتيات بشكل صارخ ومفحم وغير متعادل .. ولكن ينبغي الآن الآن وليس غدا إعداد ترسانة قانونية للاستعداد لما سينتشر كالهشيم في المجتمع التونسي من خلافات – ستكون أحيانا عنيفة – بين شباب مكون من فتيات ناجحات ومثقفات وشبان فاشلين غير مؤمنين بالعلم ولا بالمعرفة ولا بقابلية التحسن .. أخاف من تفاقم ظاهرة زيجات فاشلة وقضايا طلاق سريع ومتزابد .. وعائلات محطمة .. لا بد من حماية المرأة .. كما أدعو الشبان إلى أن يدركوا أنفسهم باستعادة عقلية العمل وتوطين حب النجاح في قلوبهم من أجل بناء صورة لذواتهم مرضية لهم حتى لا تنكسر نفسياتهم على مرايا المقارنة المحبطة مع من هن موضوعيا – الآن على الأقل – أحسن منهم وأنجح وأرقى في السلم الاجتماعي .. سياسيا لا بد من إعادة التفكير في المناظرات : هل ينبغي إعادة تصورها وفق مبدإ التناصف أو التناسب حسب رؤية استراتيجية للمجتمع ؟ ويمكن الاستفادة من تجارب أمم فرضت مبدأ التناصف في مناظراتها منذ قرن على الأقل .. فالمدرسة مرقاة اجتماعية ولا ينبغي أن ينحرف التوازن الاجتماعي بفعل ذلك .. نحن طبعا فرحون لأن فتيات تونس يقمن يوميا الدليل على نجاح المدرسة التونسية في تحريرهن ويقمن الدليل الساطع على جدارتهن ولكن لا بد من الحذر فقد يكون هذا الوضع من التفاوت في النجاح لغما للمستقبل أول من سيخسر فيه هو المجتمع ككل .. يا علماء النفس ويا علماء الاجتماع أين أنتم ؟