من يقول محمود السعيدي يقول ذلك الفنان المتعدد والحامل لألف قضية وقضية ،هو الناحت للمفهوم والمقبل على الابداع بفلسفة قوامها الاختلاف وبرؤية بعيدة عن السائد فهو الذي عرفه التونسيين عبر ظهور له في مسلسل النوبة و لكن محمود هو أعمق من مجرد ظهور فهو أول مصمم إستعمل تقنيات ثلاثية الأبعاد في برنامج شمس الأحد مع الإعلامية هالة الركبي ، وكان من المساهمين في اطلالة قناة نسمة على الواجهة الاعلامية ،الى جانب اشتغاله على “ستار اكاديمي المغرب” و “ناس نسمة” ، أشتغل في التصميم و أنتج 12 جنيريك و في سنة 2013 عيّن المدير الفني لقناة نسمة ، محمود أيضا هو مصور فوتوغرافي و قدم معرضين في فرنسا من خلال مشاركته ب 24صورة فوتغرافية ، فهو الموسيقي و إبن العيساوية و مؤسس عرض زنفليڨة .
“نيوز براس” كان لها حوار معه حول مسيرته المتعددة وانشطته المستقبلية .
حوار:يسر الصافي
* لمن لا يعرف محمود السعيدي ماذا تريد أن تقول له ؟
-هذا السؤال هو من أصعب الأسئلة التي تطرح علي و لكنني سأحاول الإجابة , هو خلطة عجيبة ، مقاييس مختلفة بين الجذور الأب و الجد و البيئة الفنية التي ترعرعت فيها و بين الشارع “الحومة العربي ” و “العيساوية” فكل هذا استطاع صنع محمود .
*أكثر ما شد إنتباهي هو ولعك بالتصوير الفوتوغرافي فما سر ذلك ؟
-بدأت المسيرة بمجرد هواية و نشر عن طريق موقع الانستغرام الذي منحني وسام في ذلك الوقت و إتصل بي الموقع ليشكرني على ما قمت به و هذا زادني تشجيعا على تطوير موهبتي و العمل عليها و قاعدتي هي أن “أصور ما أحب تصويره ، فلست من محبي المناسبات الكلاسيكية ” .
*ماذا عن قصة حبك مع الموسيقى ؟
-كما قلت سابقا لقد ترعرت في بيئة موسيقية منذ الصغر و قدمت أول عرض لي في بني خيار و أنا أبلغ من العمر 15 سنة و لم تلهني الحياة عن الموسيقى فكنت دائما مشدودا لها و مؤخرا كنت بصدد تحضير عرض عيساوية تحت عنوان “زنفليڨة ” و بسبب الأزمة الوبائية تأجل إلى أجل غير معلوم.
* تقييمك للأعمال الرمضانية و أنت الذي كنت من بين الشخصيات التي استطاعت شد المتابع ؟
– النوبة بالنسبة لي هي “رقم واحد” ليس لأنني شاركت فيها بل لأنها مهربي ، مختلفة عن السائد ، فهي بإختصار نوبة المستقبل نوبة الإحساس و نوبة المسرح ، “النوبة هي مرآة الجميع ” ، أولاد مفيدة أيضا نال إعجابي لانه يحوي نفس جديد ، تونس 2050 سيناريو رائع و لاقى نجاح كبير و لكن للأسف المشكل في تونس أن المستهلك متعلق بما هو حي لم يستوعبوا بعد ثقافة التقنيات الثلاثية الأبعاد أما عن ڨلب الذيب كمبادرة و مغامرة فهي جميلة و ناجحة و أصطحبتنا في رحلة الحنين مع التاريخ و أرتنا تفاصيل جميلة و أكثر من شدوا إنتباهي هما جهاد الشارني و عزيز الجبالي .
* هل فعلا كما قيل بأننا نعاني في تونس من أزمة سيناريو ؟
-توجد أزمة عقلية “صاحب صنعتك عدوك” ، نعاني من أزمة كتاب في تونس و من نعتبرهم يفقهون في الكتابة لا يريدون القيام بورشات و لا يريدون تأطير الشباب و هنا يكمن المشكل الحقيقي ، لدينا العديد من الأقلام المتميزة التي تستحق التأطير و لكن … أما في علاقة بالمنظومة التعليمية فللأسف لا نجد مادة السيناريو و هذا الخلل تتحمل مسؤوليته سياسة الدولة فعليه لتفادي كل هذا و تأسيس ثقافة جديدة علينا خلق des plateformes web مختصين في الكتابة مفتوحين للجميع في أي مشروع كان .
* اذا ذهبنا مذهب الكثير بانك فنان شامل ، فكيف يمكنك تعريف الفنان ؟
-الفنان بالنسبة لي هو الإنسان الذي يستطيع بإحساسه أن يصل إلى قلوب الناس بقطع النظر عن اللغة التي اختارها سواء كانت موسيقى ، مسرح أو رسم …و لقب الفنان يمنح من عند الجمهور و ليس من حب الذات و للأسف في تونس أصبح متاح للجميع. خاصة بعد الثورة فأشباه الفنانين هم الطغاة ، لا ننكر أن تونس ولادة لخيرة من الفنانين و لكن الميدان أصبح سهلا ممتنعا.
*ماهو رأيك في بطاقة الإحتراف الفني ؟
-“الفلاح في تونس يستطيع أن يتمتع ببطاقة الإحتراف” و السؤال المطروح هل كل من هم موجودين في الساحة يمكننا أن نطلق عليهم لفظ “فنان ” ؟، بطاقة الإحتراف الفني لم و لن تكون معيار أو مقياس النجاح لأنها لا ترتقي للمواصفات.
* ماهو رأيك في سياسة وزارة الثقافة ؟
– وزارة الثقافة هي اضعف ميزانية في الدولة،لاتحضر الى موسميا في العروض التي تخدم السلطة،وزارة الثقافة تحولت الى متعهدة حفلات لصالح أعياد وتظاهرات موسمية وزارة تتبع في سياسة خاطئة غير قائمة على مشاريع و خلق فضاءات.
*في الختام ماهي الرسالة التي تريد ان تتوجه بها؟
-الخجل و الفن خطان لا يمكنهما التقاطع فالخجل ليس من سيم الفن الذي أعتبره قنبلة موقوتة فلكل شابة و شاب دافعوا عن أحلامكم و أعملوا و طوروا من ذواتاتكم فلقد حان الوقت أن تأخذوا المشعل و تمسكون بزمام الأمور.