أثر حظر التجول والحجر الصحي العام الذي فرضته السلطات التونسية لمحاصرة وباء كورونا المستجد منذ منصف العام الحالي 2019 والى ليوم على جميع القطاعات بدون استثناء ومن بينها القطاعات الغير مهيكلة والتي تعتبر مصدر رزق الكثيرين، ليصبح الخوف من شبح البطالة أقسى من وباء كورونا نفسه و أقصي من أي وباء، فلا يختلف اثنان على مدى التداعيات السلبية بسبب تفشي وباء كورونا خاصة تأثيراتها السلبية على المجال الاجتماعي والتي أصبحت ظاهرة للعيان من خلال الحركات الاحتجاجية القطاعية وكذلك من خلال الأصداء التي وصلتنا من الفئات المتضررة من أصحاب المهن الحرة والعاملين في مختلف القطاعات الخاصة الى جانب ما تعانيه جميع القطاعات من ركود واختلال منظومة البيع والشراء متأثرة بالصعوبات المالية التي تعيشها البلاد والتي انعكست سلبا على المواطن في ظل الاجراءات القانونية التي تتبع اليوم المتمثلة في عودة اعلان حالة الطوارئ في عدد من ولايات الجمهورية على غرار ولايات تونس الكبري وعدد من معتمدياتها ولايات الجمهورية على غرار قابس وصفاقس وهو ما يجعل الافلاس أمرا محتوما بحسب ما وصف التاجر )صالح بن م ( الذي أعرب ”لنيوز براس” عن شديد قلقه خلال هذا الوضع الحالى مضيفا أن شبح الافلاس يترصد أصحاب المهن الهشة وكذلك صغار التجار داعيا في الوقت نفسه السلطات المعنية وخاصة منها المحلية والجهوية الى ضرورة تحمل مسؤوليتها في دعم الفئات الهشة وأصحاب المهن الحرة وإنقاذها من شبح الافلاس المحدق بها من كل الجهات وهو المطلب الذي رفعه أحد المستجوبين بخصوص تداعيات الوضع الاجتماعي الراهن جراء مواصلة تفشي فيروس كورونا وهو عامل يومي بميناء صفاقس )حمدي بن ع( معللا رأيه بما وصفه بالمعانات اليومية التي يعيشها هو ومن يمتهن مهنة شراء السمك من الصيادين ومن ثم بيعه عن طريق التجول في الأحياء الشعبية معتبرا أن ارتفاع أسعار السمك أثر سلبا على عمله خاصة مع تراجع الاستهلاك والصعوبات المالية التي يعيشها المواطن التونسي اليوم أما )ابراهيم ج( وهو صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة افتتح حديثه معنا بقوله ”الفقراء الجدد هم بالضرورة من الطبقة الوسطى التي أنهكها التخبط الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي” معتبرا أن هذه الطبقة تضررت بشدة وخسرت كل مدخراتها منذ 2011 بسبب عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والأمني رافقه دخول الفيروس المستجد كورونا وما ترتب عنه من تداعيات اقتصادية أثرت على القطاعين العام والخاص إضافة إلى أصحاب المشاريع الصغرى وعمال المصانع والمهن الحرة.
علامات الخوف والقلق بدت واضحة لدي شريحة هامة من متساكني ولاية صفاقس جراء الوضع الحالى والذي وصفه الأغلبية بالوضع المأزوم والذي يستوجب التدخل العاجل من قبل الدولة للحد من خطورة الأوضاع ككل .
فاخر بن عبد القادر